116 - ـ فصل : ذل العارف بالحاجة إلى التسبب .
من عرف جريان الأقدار ثبت لها و أجهل الناس بعد هذا من قاواها لأن مراد المقدار الذل له فإذا قاويت القدر فلنت مرادك من ذلك لم يبق لك ذل .
مثال هذا : أن يجوع الفقير فيصبر قدر الطاقة فإذا عجز خرج إلى سؤال الخلق مستحيا من الله كيف يسألهم و إن كان له عذر بالحجة لتي ألجأته غير أنه يرى أنه مغلوب الصبر فيبقى معتذرا مستحيا و ذاك المراد منه .
أو ليس بخروج النبي صلى الله عليه و سلم من مكة فلا يقدر على العود إليها حتى يدخل في خفارة المطعم بن عدي و هو كافر .
فسبحان من ناط الأمور بالأسباب ليحصل ذل بالحاجة إلى التسبب