146 - ـ فصل : مع العدل و الأنصاف تأتي كل مراد .
ينبغي لطالب العلم أن يكون جل همته مصروفا إلى الحفظ و الإعادة فلو صح صرف الزمان إلى ذلك كان الأولى .
غير أن البدن مطية و إجتهاد السير مظنه الانقطاع و لما كانت القوى تكل فتحتاج إلى تجديد و كان النسخ و المطالعة و التصنيف لا بد منه مع أن المهم الحفظ وجب تقسيم الزمان على المرين فيكون الحفظ في طرفي النهار و طرفي الليل و يوزع الباقي بين عمل بالنسخ و المطالعة و بين راحة للبدن و أخذ لحظه .
و لا ينبغي أن يقع الغبن بين الشركاء فإنه متى أخذ أحدهم فوق حقه أثر الغبن و بان أثره و إن النفس لتهرب إلى النسخ و المطالعة و التصنيف عن الإعادة و التكرار لأن ذلك أشهى و أخف عليها .
فليحذر الراكب من إهمال الناقة و لا يجوز له أن يحمل عليها ما لا تطيق و مع العدل و الإنصاف يتأتى كل مراد .
و من انحرف عن الجادة طالت طريقه .
و من طوى منازل في منزل أوشك أن يفوته ما جد لأجله على أن الإنسان إلى التحريض أحوج لأن الفتور ألصق به من الجد .
و بعد فاللازم في العلم طلب المهم فرب صاحب حديث حفظ مثلا لحديث : [ من أتى الجمعة فليغتسل : عشرين طريقا ] و الحديث قد ثبت من طريق واحد فشغله ذلك عن معرفة آداب الغسل و العمر أقصر و النفس من أن يفرط منه في نفس و كفى بالعقل مرشدا إلى الصواب و با الله التوفيق