159 - ـ فصل : لن يصيبا إلا ما كتب الله لنا .
و قع بيني و بين أرباب الولايات نوع معاداة لأجل المذهب فإني كنت في مجلس التذكير أنظر أن القرآن كلام الله و أنه قديم و أقدم من أبا بكر .
و اتفق في أرباب الولايات من يميل إلى مذهب الأشعري و فيهم من يميل إلى مذهب الروافض و تمالؤا علي في الباطن .
فقلت يوما في مناجاتي للحق سبحانه و تعالى : سيدي نواصي الكل بيدك و ما فيهم من يقدر لي على ضر إلا أن تجريه على يده و أنت قلت سبحانك { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } .
و طيبت قلب المبتلي بقولك : { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا } .
فإن أجريت على أيدي بعضهم ما يوجب خذلاني كان خوفي على ما تصرفه أكثر من خوفي على نفسي لئلا يقال : لو كان على حق ما خذل .
و إن نظرت إلى تفصيري و ذنوبي فإني مستحق للخذلان غير أني أعيش بما نصرته من السنة فأدخلني في خفارته .
و قد استودعني إياك خلق من صالحي عبادك فإن لم تحفظني بي فاحفظني بهم .
سيدي أنصرني على من عاداني فإنهم لا يعرفونك كما ينبغي و هم معرضون عنك على كل حال أنا ـ على تقصيري ـ إليك أنسب