17 - ـ فصل : من يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه .
تأملت إقدام العلماء على شهوات النفس المنهي عنها فرأيتها مرتبة تزاحم الكفر لولا تلوح معنى : هو أن الناس عند مواقعة المحظور ينقسمون .
فمنهم : جاهل بالمحظور أنه محظور فهذا له نوع عذر .
و منهم : من يظن المحظور مكروها لا محرما فهذا قريب من الأول و ربما دخل في هذا القسم آدم صلى الله عليه و سلم .
و منهم : من يتأول فيغلط كما يقال : إن آدم عليه الصلاة و السلام نهي عن شجرة بعينها فأكل من جنسها لا من عينها .
و منهم : من يعلم التحريم غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك فشغله ما رأى عما يعلم و لهذا لا يذكر السارق القطع بل يغيب بكليته في نيل الحظ و لا يذكر راكب الفاحشة الفضيحة و لا الحد لأن ما يرى يذهله عما يعلم .
و منهم : من يعلم الخطر و يذكر غير أن الأخذ بالحزم أولى بالعاقل كيف قد و علم أن هذا الملك الحكيم قطع اليد في ربع دينار و هدم بناء الجسم المحكم بالرجم بالحجارة لالتذاذ ساعة .
و خسف و مسخ و غرق