199 - ـ فصل : الجزاء من جنس العمل .
لا ينبغي للمؤمن أن ينزعج من مرض أو نزول موت و إن كان الطبع لا يملك .
إلا أنه ينبغي له التصبر مهما أمكن إما لطلب الأجر بما يعاني أو لبيان أثر الرضى بالقضاء و ما هي إلا لحظات ثم تنقضي .
و ليتفكر المعافي من المرض في الساعات التي كان يقلق فيها أين هي في زمان العافية ؟ ذهب البلاء و حصل الثواب .
كما تذهب حلاوة اللذات المحرمة و يبقى الوزر و يمضي زمان التسخط بالأقدام و يبقى العتاب .
و هل الموت إلا آلام تزيد فتعجز النفس عن حملها فتذهب .
فليتصور المريض و جود الراحة بعد رحيل النفس و قد هان ما يلقى كما يتصور العافية بعد شرب الشربة المرة .
و لا ينبغي أن يقع جزع بذكر البلى فإن ذلك شأن المركب أما الراكب ففي الجنة أو في النار .
و إنما ينبغي أن يقع الاهتمام الكلي بما يزيد في درجات الفضائل قبل نزول المعوق عنها .
فالسعيد من و فق لاغتنام العافية ثم يختار تحصيل الأفضل فالأفضل في زمن الإغتنام .
و ليعلم أن زيادة المنازل في الجنة على قدر التزيد من الفضائل ههنا و العمر قصير و الفضائل كثيرة فاليبالغ في البدار .
فيا طول راحة التعب و يا فرحة المغموم و يا سرور المحزون .
و متى تخايل دوام اللذة في الجنة من غير منغص و لا قاطع هان عليه كل بلاء و شدة