208 - ـ فصل : معرفة الله و الشرع تهدي لسبل الخير .
من عرف الشرع كما ينبغي و علم حالة الرسول صلى الله عليه و سلم و أحوال الصحابة و أكابر العلماء علم أن أكثر الناس على غير الجادة .
و إنما يمشون مع العادة يتزاورون فيغتاب بعضهم بعضا و يطلب كل واحد منهم عورة أخته و يحسده إن كانت نعمة و يشمت به إن كانت مصيبة و يتكبر عليه إن نصح له و يخادعه لتحصيل شيء من الدنيا و يأخذ عليه العثرات إن أمكن .
هذا كله يجري بين المنتمين إلى الزهد لا الرعاع .
فالأولى بمن عرف الله سبحانه و عرف الشرع و سير السلف الصالحين الانقطاع عن الكل .
فإن اضطر إلى لقاء منتسب إلى العلم و الخير تلقاه و قد لبس درع الحذر و لم يطل معه الملام ثم عجل الهرب منه إلى مخالطة الكتب التي تحوي تفسيرا لنطاق الكمال