218 - ـ فصل : القرآن و السنة أساس الدين .
علم الحديث هو الشريعة لأنه مبين للقرآن و موضح للحلال و الحرام و كاشف عن سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم و سير أصحابه .
و قد مزجوه بالكذب و أدخلوا في المنقولات كل قبيح .
فإذا وفق الزاهد و الواعظ لم يذكرا إلا ما شهد بصحته .
و إن حرما التوفيق عمل الزاهد بكل حديث يسمعه لحسن ظنه بالرواة و قال الواعظ كل شيء يراه الجهلة بالتصحيح ففسدت أحوال الزاهد و انحرف عن جادة الهدى و هو لا يعلم .
كيف لا وعموم الأحاديث الدالة على الزاهد لا تثبت مثل حديث ابن عمر Bهما : [ أيما امرىء مسلم اشتهى شهوة فرد شهوته و آثر على نفسه غفر له ] و هذا حديث موضوع يمنع الإنسان ما أبيح مما يتقوى به على الطاعة .
و مثل قوله : [ من وضع ثيابا حسنا ] و كذلك ما رووا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم له أدمان فقال : [ أدمان في قدح لا حاجة لي فيه أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا ] .
و في الصحيح : [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أكل البطريخ بالرطب ] و مثل هذا إذا تتبع كثير فقد بنوا على فساد ففسدت أحوال الواعظ و الموعوظ لأنه يبني كلامه على أشياء فاسدة و محالات .
و لقد كان جماعة من المتزهدين يعملون على أحاديث و مقولات لا تصح فيضيع زمانهم في غير المشروع .
ثم ينكرون على العلماء استعمالهم للمباحات و يرون أن التجفف هو الدين .
و كذلك الوعاظ يحدثون الناس بما لا يصح عن الرسول صلى الله عليه و سلم و لا أصحابه فقد صار المحال عندهم شريعة .
فسبحان من حفظ هذه الشريعة بأخبار ينفون عنها تحريف الغالين و انتحال المبطلين