236 - ـ فصل : لا تغتر بالسلامة و انشد الإصلاح .
أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة و تأميله الإصلاح فيما بعد و ليس لهذا الأمل منهى و لا للاغترار حد .
فكلما أصبح و أمسى معافى زاد الاغترار و طال الأمل .
و أي موعظة أبلغ من أن ترى ديار الأقران و أحوال الإخوان و قبور المحبوبين فتعلم أنك بعد أيام مثلهم ثم لا يقع انتباه حتى ينتبه الغير بك هذا و الله شأن الحمقى .
حاشا من له عقل أن يسلك هذا المسلك .
بلى و الله إن العاقل ليبادر السلامة فيدخر من زمنها للزمن و يتزود عند القدرة على الزاد لوقت العسرة .
خصوصا لمن قد علم أن مراتب الآخرة إنما تعلو بمقدار علو العمل لها و أن التدارك بعد الفوت لا يمكن .
و قدر أن العاصي عفى عنه أينال مراتب العمال ؟ .
و من أجال على خاطرة ذكر الجنة التي لا موت فيها و لا مرض و لا نوم و لا غم بل لذاتها متصلة من غير انقطاع و زيادتها على قدر زيادة الجد ههنا انتهب هذا الزمان فلم ينم إلا ضرورة و لم يغفل عن عمارة لحظة .
و من رأى أن ذنبا قد مضت لذته و بقيت آفاته دائمة كفاه ذلك زاجرا عن مثله خصوصا الذنوب التي تتصل آثارها مثل أن يزني بذات زوج فتحمل منه فتلحق بالزوج فيمنع الميراث أهله و يأخذ من ليس من أهل و تتغير الأنساب و الفرش و يتصل ذلك أبدا و كله شؤم لحظة .
فنسأل الله D توفيقا يلهم الرشادة و يمنع الفساد إنه قريب مجيب