253 - ـ فصل : المعين للظالم ظالم .
طال تعجبي من مؤمن بالله D مؤمن بجزائه يؤثر خدمة السلطان مع ما يرى منه من الجور الظاهر .
فوا عجبا ما الذي يعجبه ؟ .
إن كان الذي يعجبه دنيونا فليس ثم إلا أن يصاح بين يديه بسم الله و أن يتصدر في المجالس و يلوي عنقه كبرا على النظراء و يأخذ الأسحات و هو يعلم من أين حصل و ربما انبسط في البرطيل .
ثم يقابل هذا أن يصادر و يعزل فتستخرج منه تلك المرارة منه كل حلاوة كانت في الولاية .
و ربما كان قريب الحال فإفتقر بالمصادرة جدا ثم تنطلق الألسن المادحة بالذم .
ثم لو سلم من هذا فإنه لا يسلم من الرقيب لهو الحذر منه فهو كراكب البحر إن سلم بدنه من الغرق لم يسلم من الخوف .
و إن كان دينا فإنه يعلم أنهم لا يمكنونه في الغالب من العمل بمقتضى الدين فإنهم يأمرونه بترك ما يجب و فعل ما لا يجوز فيذهب دينه على البارد .
و لعقاب الآخرة أشق