255 - ـ فصل : نصيحة للشباب .
ينبغي للصبي إذا بلغ أن يحذر كثرة الجماع ليبقى جوهره فيفيده ذلك في الكبر لأنه مر الجائزة كبره .
و الاستعداد للجائز حزم فكيف للغالب ؟ كما ينبغي أن يستعد للشتاء قبل هجومه .
و متى أنفق الحاصل وقت القدرة تأذى بالفقر إليه وقت الفاقة .
و ليعلم ذو الدين و الفهم أن المتعة إنما تكون بالقرب من الحبيب و القرب يحصل بالتقبيل و الضم و ذلك يقوي المحبة و المحبة يلذ و جودها و اوطء ينقص المحبة و يعدم تلك اللذة .
و قد كان العرب يعشقون و لا يرون وطء المعشوق قال قائلهم : إن نكح الحب فسد فأما الإلتذاذ بنفس الوطء فشأن البهائم .
و لقد تأملت المراد من الوطء فوجدت فيه معنى عجيبا يخفى على كثير من الناس و هو أن النفس إذا عشقت شخصا أحبت القرب منه فهي تؤثر الضم و المعانقة لأنهما غاية في القرب .
ثم تريد قربا يزيد على هذا فيقبل الخد ثم تطلب القرب من الروح فيقبل الفم لأنه منفذ إلى الروح .
ثم تطلب الزيادة فيمص لسان المحبوب و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوشح عائشة و يقلبها يمص لسانها .
فإذا طلبت النفس زيادة في القرب إلى النفس استعملت الوطء .
فهذا سره المعنوي و يحصل منه الالتذاذ الحسي