262 - ـ فصل : الروح لا الجسد .
عجبت لمن يعجب بصورته و يختال في مشيته و ينسى مبدأ أمره .
إنما أوله لقمة ضمت إليها جرعة ماء فإن شئت فقل كسيرة خبز معها تمرات و قطعة من لحم و مذقة من لبن و جرعة من ماء و نحو ذلك طبخته الكبد فأخرجت منه قطرات مني فإستقر في الأنثيين فحركتها الشهوة فصبت في بطن الأم مدة حتى تكاملت صورتها فخرجت طفلا تتقلب في خرق البول .
و أما آخره فإنه يلقى في التراب فيأكله الدود و يصبر رفاتا تسقيه السواقي .
و كم يخرج تراب بدنه من مكان إلى مكان آخر ؟ و يقلب في أحوال إلى أن يعود فيجمع .
هذا خبر البدن .
إنما الروح عليها العمل فإن تجوهرت بالأدب و تقومت بالعلم و عرفت الصانع و قامت بحقه فما يضرها نقض المركب .
و إن هي بقيت على صفتها من الجهالة شابهت الطين بل صارت إلى أخس حالة منه