273 - ـ فصل : هل البعث للروح أم للجسد ؟ .
إذ دعى الطبيعيون أن مادة الموجودات الماء و التراب و النار و الهواء فإذا كان في القيامة أذهب الأصول ثم أعاد الله الحيوان ليعلم أنها كانت بالقدرة لا عن تأثير الكليات .
أقول : من قدح في البعث فقد بالغ في القدح في الحكمة .
و من قال : الروح عرض فقد جحد البعث لأن العرض لا يبقى و الأجساد تصير ترابا فإن وجد شيء فهو ابتداء خلق .
كلا و الله بل يعيد النفس بعينها روحا و جسدا بدليل إعادة مذكوراتها { قال قائل منهم إني كان لي قرين } .
و عزته إن لطفه في البداية لدليل على النهاية .
حنن الوالدين و أجرى اللبن في الثدي و أنشأ الأطعمة و أطلع العقل على العواقب .
أفيحسن أن يقال بعد هذا للتدبير إنه يمهل بعد الموت فلا يبعث ؟ .
أترى من أحب أن يعرف فأنشأ الخلق و قال : كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف يؤثر أن يعدمهم فيجهل قدره ؟ .
سبحان من أعمى أكثر القلوب عن معرفته