277 - ـ فصل : الزهد الكاذب .
رأيت في زهاد زماننا من الكبر و حفظ الناموس و رتبة الجاه في قلوب العامة ما كدت أقطع به أنهم أهل رياء و نفاق .
فترى أحدهم يلبس الثوب الذي يرى بعين الزهد و يأكل أطايب الطعام و يتكبر على أبناء الجنس و يصادق الأغنياء و يباعد الفقراء و يحب الخطاب بمولانا و المشي بحاجيه و يضيع الزمان في الهذيان و يتفاوت بخدمة الناس له و التسليم عليه .
و لو أنه لبس ثوبا يخلطه بالفقهاء لذهب الجاه و لم يبق له متعلق و لو أن أفعاله ناسبت ثيابه لهان الأمر لكنهم بهرجوا على من لا يخفى أمرهم عليه من الخلق فكيف الخالق سبحانه و تعالى ؟