285 - ـ فصل : أعظم التوسل إلى الله با لله .
بلغني عن بعض الكرماء أن رجلا سأله فقال : أنا الذي أحسنت إلي يوم كذا و كذا فقال : مرحبا بمن يتوسل إلينا بنا ثم قضى حاجته .
فأخذت من ذلك إشارة فناجيت بها فقلت : أنت الذي هديته من زمن الطفولة و حفظته من الضلال و عصمته عن كثير من الذنوب و ألهمته طلب العلم لا بفهم لشرفه لموضع الصغر و لا بحب والده و رزقته فهما لتفقهه و تصنيفه و هيأت له أسباب جمعه و قمت برزقه من غير تعب منه و لا ذل للخلق بالسؤال و حاميت عنه الأعداء فلم يقصده جبار و جمعت له ما لم تجمع لأكثر الخلق من فنون العلم التي لا تكاد تجتمع في شخص و أضفت إليها تعلق القلب بمعرفتك و محبتك وحسن العبارة و لطفها في الدلالة عليك و وضعت له في القلوب القبول حتى أن الخلق يقبلون عليه و يقبلون ما يقوله و لا يشكون فيه و يشتاقون إلى كلامه و لا يدركهم الملل منه و صنته بالعزلة عن مخاطبة من لا يصلح و آنسته في خلوته بالعلم تارة و بمناجاتك أخرى و إن ذهبت أعد لم أقدر على إحصاء عشير العشير { و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } .
فيا محسنا إلي قبل أن أطلب لا تخيب أملي فيك و أنا أطلب .
فبإنعامك المتقدم أتوسل إليك