30 - ـ فصل : لا يخفى على الله شيء .
نظرت في الأدلة على الحق سبحانه و تعالى فوجدتها أكثر من الرمل و رأيت من أعجبها أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز و جل فيظهره الله سبحانه عليه وحده و لو بعد حين و ينطق الألسنة به و إن لم يشاهده الناس .
و ربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق فيكون جوابا لكل ما أخفى من الذنوب و ذلك ليعلم الناس أن هنالك من .
يجازي على الزلل و لا ينفع من قدره وقدرته حجاب ولا استتار و لا يصاغ لديه عمل .
و كذلك يخفي الإنسان الطاعة فتظهر عليه و يتحدث الناس بها و بأكثر منها حتى إنهم لا يعرفون له ذنبا و لا يذكرونه إلا بالمحاسن ليعلم أن هنالك ربا لا يضيع عمل عامل .
و إن قلوب الناس لتعرف حال الشخص و تحبه أو تأباه و تذمه أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه و بين الله تعالى فإنه يكفيه كل هم و يدفع عنه كل شر .
و ما أصلح عبد ما بينه و بين الخلق دون أن ينظر الحق إلا انعكس مقصوده وعد حامده ذاما