322 - ـ فصل : الحسد طبيعة في الإنسان فقومها .
رأيت الناس يذمون الحاسد و يبالغون و يقولون : لا يحسد إلا شرير يعادي نعمة الله و لا يرضى بقضائه و يبخل على أخيه المسلم .
فنظرت في هذا فما رأيته كما يقولون و ذاك أن الإنسان لا يحب أن يرتفع عليه أحد فإذا رأى صديقه قد علا عليه تأثر هو و لم يحب أن يرتفع عليه و ود لو لم ينل صديقه ما ينال أو أن ينال هو ما نال ذاك لئلا يرتفع عليه و هذا معجون في الطين و لا لوم على ذلك .
إنما اللوم أن يعمل بمقتضاه من قول أو فعل و كنت أظن أن هذا قد وقع لي عن سري و فحصي فرأيت الحديث عن الحسن البصري قد سبقني إليه .
قال : أخبرنا عبد الخالق بن عبد الصمد قال : أخبرنا ابن النقود قال : أخبرنا المخلص قال : حدثنا البغوي قال : حدثنا أبو روح قال : حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن قال : [ ليس من ولد آدم إلا و قد خلق معه الحسد ! ! ] .
فمن لم يجاوز ذلك بقول و لا بفعل لم يتبعه شيء ! !