330 - ـ فصل : رؤية النبي مناما مثال لا مثل .
قد أشكل على الناس رؤية النبي صلى الله عليه و سلم و قوله : [ من رآني في المنام فقد رآني ] فقال : ظاهر الحديث أنه يراه حقيقة .
و في الناس من يراه شيخا و شابا و مريضا و معافى .
فالجواب أنه من ظن أن جسد رسول الله صلى الله عليه و سلم المودع في المدينة خرج من القبر و حضر في المكان الذي رآه فيه فهذا جهل لا جهل يشبهه .
فقد يراه في وقت واحد ألف شخص في ألف مكان على صور مختلفة .
فكيف يتصور هذا في شخص واحد ؟ و إنما الذي يرى مثاله لا شخصه .
فيبقى من رآني فقد رآني معناه : قد رأى مثالي الذي يعرفه الصواب و تحصل به الفائدة المطلوبة .
فإن قيل : فما تقولون في رؤية الحق سبحانه ؟ .
فنقول : يرى مثالا لا مثلا و المثال لا يفتقر إلى المساواة و المشابهة كما قال تعالى : { أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها } .
فضربه مثالا للقرآن و انتفاع الخلق به .
و يوضح هذا أنه إنما يرى من رأى الحق سبحانه و تعالى على هيئة مخصوصة و الحق سبحانه و تعالى منزه قد توحد فوضح ما قلنا