336 - ـ فصل : الفقه يحتاج إلى جميع العلوم .
و علي للفقيه أن يطالع من كل فن طرفا من تاريخ و حديث و لغة و غير ذلك فإن الفقه يحتاج إلى جميع العلوم فليأخذ من كل شيء منها مهما و لقد رأيت بعض الفقهاء يقول كان إجتمع الشبلي وشريك القاضي فاستعجبت له كيف لا يدري بعد ما بينهما .
و قال آخر في مناظره : كانت الزوجية بين فاطمة و علي Bه غير منقطعة الحكم فلهذا غسلها .
فقلت له : و يحك فقد تزوج أمامه بنت زينب و هي بنت أختها فإنقطع .
و رأيت في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي من هذا ما يدهش من التخليط في الأحاديث و التواريخ فجمعت من أغاليطه في كتاب .
و قد ذكر في كتاب له سماه المستظهري و عرضه على المستظهر بالله أن سليمان بن عبد الملك بعث إلى أبي حازم فقال له : ابعث لي من فطورك فبعث إليه نخالة مقلوة فأفطر عليها ثم جامع زوجته فجاءت بعبد العزيز ثم و لد له عمر و هذا تخليط قبيح فإنه جعل عمر بن عبد العزيز ابن سليمان بن عبد الملك فجعل سليمان جده و إنما هو ابن عمه .
و قد ذكر أبو المعالي الجويني في أواخر كتاب الشامل في الأصول قال : قد ذكرت طائفة من الثقاب المعتنين بالبحث عن البواطن أن الحلاج و الجبائي القرمطي و ابن المقفع تواصوا على قلب الدول و إفساد المملكة و استعطاف القلوب و ارتاد كل منهم قطرا فقطن الجباري في الإحساء و توغل ابن المقفع في أطراف بلاد الترك و قطن الحلاج ببغداد فحكم عليه صاحباه بالهلكة و القصور عن بلوغ الأمنية لبعد أهل بغداد عن الإنخداع و توفر فطنتهم و صدق فراستهم .
قلت : و لو أن هذا الرجل أو من حكى عنه عرف التاريخ لعلم أن الحلاج لم يدرك ابن المقفع فإن ابن المقفع أمر بقتله المنصور فقتل في سنة أربع و أربعين و مائة .
و أبو سعيد الجبائي القرمطي ظهر في سنة ست و ثمانين و مائتين .
و الحلاج قتل سنة تسع و ثلاثمائة .
فزمان القرمطي و الحلاج متقاربان فأما ابن المقفع فكلا .
فينبغي لكل ذي علم أن يلم بباقي العلوم فيطالع منها طرفا إذ لكل علم بعلم تعلق .
و أقبح بمحدث يسأل عن حادثة فلا يدري و قد شغله منها جمع طرق الأحاديث .
و قبيح بالفقه أن يقال له : ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كذا فلا يدري صحة الحديث و لا معناه نسأل الله D همة عالية لا ترضى بالنقائض بمنه و لطفه