345 - ـ فصل : من تكاسل عن العلم لم يحصل له المراد .
من سار مع العقل و خالف طريق الهوى و نظر إلى العواقب أمكنه أن يتمتع من الدنيا و الذكر الجميل و يكون ذلك سببا لفوات مراده من اللذات .
و بيان هذا من وجهين : .
أحدهما : إن مال إلى شهوات النكاح و أكثر منها قل إلتذاذه و فنيت حرارته و كان ذلك سببا في عدم مطلوبه منها .
و من إستعمل ذلك بمقدار ما يجيزه العقل و يحتمله كان إلتذاذه أكثر لبعد ما بين الجماعين و أمكنه التردد لبقاء الحرارة .
و كذلك من غش في معاملته أو خان فإنه لا يعامل فيفوته ربح المعاملة الدائمة لخيانته مرة .
و لو عرف بالثقة دامت معاملة الناس له فزاد ربحه .
الثاني : أنه من إتقى الله و تشاغل بالعلم أو تحقيق الزهد فتح له من المباحات ما يلتز به كثيرا .
و من تعاقد به الكسل عن العلم أو الهوى عن تحقيق الزهد لم يحصل له إلا اليسير من مراده .
قال D : { و ألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا }