359 - ـ فصل : نصيحة العلماء و الزهاد .
يتضمن نصيحة للعلماء و الزهاد يا قوم قد علمتم أن الأعمال بالنيات و قد فهمتم قوله تعالى : { ألا لله الدين الخالص } و قد سمعتم عن السلف أنهم كانوا لا يعملون و لا يقولون حتى تتقدم النية و تصح .
أيذهب زمانكم يا فقهاء في الجدل و الصياح ؟ و ترفع أصواتكم عند إجتماع العوام تقصدون المغالبة .
أو ما سمعتم [ من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس لم يرح رائحة الجنة ] .
ثم يقدم أحدكم على الفتوى و ليس من أهلها و قد كان السلف يتدافعونها .
و يا معشر المتزهدين إنه يعلم السر و أخفى أتظهرون الفقر في لباسكم و أنتم تستوفون شهوات النفوس .
و تظهرون التخاشع و البكاء في الجلوات دون الخلوات .
كان ابن سيرين يضحك و يقهقه فإذا خلا بكى أكثر الليل .
و قال سفيان لصاحبه : [ ما أوقحك تصلي و الناس يرونك ؟ ] .
( أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها ... مضغ الكلام و لا صبغ الحواجيب ) .
آه للمرائي من يوم { و حصل ما في الصدور } و هي النيات .
فأفيقوا من سكركم و توبوا من زللكم و استقيموا على الجادة { أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله }