363 - ـ فصل : لا يصح الدين مع تحصيل الملذات .
ليس في الدنيا عيش إلا لعالم أو زاهد .
بلى قد يقع في صفاء حالهما كدر و هو أن العالم يشتغل بالعلم أو بالانقطاع عن الكسب و قد يكون له عائلة فربما تعرض بالسلطان ففسد حاله و كذلك الزاهد .
فينبغي للعالم و العابد أن يتحركا في معاش كنسخ بأجرة أو عمل الخوص و إن فتح له بشيء اقتنع باليسير فلا يستعبده أحد .
كما كان أحمد بن حنبل له أجرة لعلها لا تبلغ دينارا يتقوت بها .
و متى لم يقنع أفسدت مخالطة السلاطين و العوام دينه .
و في الناس من يريد التوسع في المطاعم و منهم من لا يوافقه خشن العيش و هيهات أن يصح الدين مع تحصيل اللذات .
و إذا قنع العالم و الزاهد بما يكفي لم يتبذل أحدهما للسلطان و لم يستخدم بالتردد إلى بابه و لم يحتج الزاهد إلى تصنع .
و العيش اللذيذ للمنقطع الذي لا يتبذل به و لا يحمل منه