57 - ـ فصل : روحوا القلوب تعي الذكر .
ما زال جماعة من المتزهدين يزرون على كثير من العلماء إذاانبسطوا في مباحات و الذي يحملهم على هذا الجهل فلو كان عندهم فضل علم ما عابوهم و هذا لأن الطياع لا تتساوى قرب شخص يصلح على خشونة العيش و اخر لا يصلح على ذلك و لا يجوز لحد أن يحمل غيره على ما يطيقه هو .
غير أن لنا ضابطا هو الشرع فيه الرخصة و فيه العزيمة فلا ينبغي أن يلام من حصر نفسه في ذلك الضابط و رب رخصة كانت أفضل من عزائم لتأثير نفعها .
و لو علم المتزهدون أن العلم يوجب المعرفة با الله فتنبت القلوب من خوفه و تنحل الأجسام للحذر منه فوجب التلطف بالأجسام حفظا لقوة الراحة .
و لأن آلة العلم و الحفظ : القلب و الفكر فإذا رفهت لآلة جاد العمل و هذاأمر لا يعلم إلا بالعلم .
فلجهل المتزهدين بالعلم أنكروا ما لم يعلموا و ظنوا أن المراد إتعاب الأبدان و إنضاء الرواحل و ما علموا أن الخوف المضني يحتاج إلى راحة مقاومة كما قال القائل : روحوا القلوب تعي الذكر