76 - ـ فصل : سمة العصاة .
من تأمل عواقب المعاصي رآها قبيحة .
و لقد تفكرت في أقوام أعرفهم يقرون بالزنا و غيره فأرى من تعثرهم في الدنيا مع جلادتهم ما لا يقف عند حد و كأنهم قد لبسوا ظلمة فالقلوب تنفر عنهم .
فإن اتسع لهم شيء فأكثره من مال الغير و إن ضاق بهم أمر أخذوا يتسخطون علىالقدر .
هذا و قد شغلوا بهذه الأوساخ عن ذكرالآخرة .
ثم عكست فتفكرت في أقوام صابروا الهوى و تركوا ما لا يحل .
فمنهم من قد أينعت له ثمرات الدنيا من قوت مستلذ و مهاد مستطاب و عيش لذيذ و جاء عريض فإن ضاق بهم أمر وسعه الصبر و طيبة الرضى ففهمت بالحال معنى قوله تعالى : { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين }