79 - ـ فصل : لا تغتر بالظواهر .
رأيت كل من يعثر بشيء أو يزلق في مطر يلتفت إلي ما عثر به فينظر إليه طبعا موضوعا في الخلق .
إما ليحذر منه أن جاز عليه مرة أخرى أو لينظر ـ مع احترازه و فهمه ـ كيف فاته التحرز من مثل هذا .
فأخذت من ذلك إشارة و قلت : يا من عثر مرارا هلا أبصرت ما الذي عثرك فاحترزت من مثله أو قبحت لنفسك مع حزمها تلك الواقعة .
فإن الغالب ممن يلتفت أن معنى التفاته كيف عثر مع احترازه بمثل ما أرى .
فالعجب لك كيف عثرت بمثل الذنب الفلاني و الذنب الفلاني ؟ .
كيف غرك زخرف تعلم بعقلك باطنه و ترى بعين فكرك مآله ؟ كيف آثرت فانيا على باق ؟ .
كيف بعت بوكس ؟ كيف اخترت لذة رقدة على انتباه معاملة ؟ .
آه لك لقد اشتريت بما بعت أحمال ندم لا يفلها ظهر و تنكيس رأس أمسى بعيد الرفع و دموع حزن على قبح فعل ما لمددها انقطاع .
و أقبح الكل أن يقال لك : بماذا ؟ و من أجل ماذا ؟ و هذا على ماذا ؟ يا من قلب الغرور عليه الصنجة و وزن له و الميزان راكب