81 - ـ فصل : آثار الذنوب .
لا ينال لذة المعاصي إلا سكرانا بالغفلة .
فأما المؤمن فإنه لا يلتذ لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علم التحريم و حذر العقوبة .
فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي فيتنغص عيشه في حال التذاذه .
فإن غلب سكر الهوى كان القلب متنغصا بهذه المراقبات و إن كان الطبع في شهوته .
و ما هي إلى لحظة ثم خذ من غريم ندم ملازم و بكاء متواصل وأسف على ما كان من طول الزمان .
حتى إنه لو تيقن العفو و قف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها و ما أسوأ أخبارها و لا كانت شهوة لا تنال إلا بمقدار قوة الغفلة