97 - ـ فصل : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .
من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته فإن ينتبه إنتباها لا يوصف و يقلق قلقا لا يحد و يتلهف على زمانه الماضي .
و يود لو ترك كي يتدارك ما فاته و يصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت و يكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف .
و لو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل كل مقصود من العمل بالتقوى .
فالعاقل من مثل تلك الساعة و عمل بمقتضى ذلك .
فإن لم يتهيأ تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته .
فإنه يكف كف الهوى و يبعث على الجد .
فأما من كانت تلك الساعة نصب عينيه كان كالأسير لها .
كما روي عن حبيب العجمي إنه كان إذا أصبح يقول لإمرأته : إذا مت اليوم ففلان يغسلني و فلان يحملني .
و قال معروف لرجل صل بنا الظهر فقال : إن صليت بكم الظهر لم أصل بكم العصر .
فقال : و كأنك تؤمل أن تعيش إلى العصر نعوز با الله من طول الأمل .
و ذكر رجل رجلا بين يديه بغيبة فجعل معروف يقول له : أذكر القطن إذا و ضعوه على عينيك