فأجابهم بقوله : 71 - { قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب } جعل ما هو متوقع كالواقع تنبيها على تحقق وقوعه كما ذكره أئمة المعاني والبيان وقيل معنى وقع وجب : والرجس العذاب وقيل : هو هنا الرين على القلب بزيادة الكفر ثم استنكر عليهم ما وقع منهم من المجادلة فقال : { أتجادلونني في أسماء } يعني أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها جعلها أسماء لأن مسمياتها لا حقيقة لها بل تسميتها بالآلهة باطلة فكأنها معدومة لم توجد بل الموجود أسماؤها فقط { سميتموها أنتم وآباؤكم } أي سميتم بها معبوداتكم من جهة أنفسكم أنتم وآباؤكم ولا حقيقة لذلك { ما نزل الله بها من سلطان } أي من حجة تحتجون بها على ما تدعونه لها من الدعاوى الباطلة ثم توعدهم بأشد وعيد فقال : { فانتظروا إني معكم من المنتظرين } أي فانتظروا ما طلبتموه من العذاب فإني معكم من المنتظرين له وهو واقع بكم لا محالة ونازل عليكم بلا شك