والإشارة بقوله : 53 - { ذلك } إلى العقاب الذي أنزله الله بهم وهو مبتدأ وخبره ما بعده والجملة جارية مجرى التعليل لما حل بهم من عذاب الله والمعنى : أن ذلك العقاب بسبب أن عادة الله في عباده عدم تغيير نعمه التي ينعم بها عليهم { حتى يغيروا ما بأنفسهم } من الأحوال والأخلاق بكفران نعم الله وغمط إحسانه وإهمال أوامره ونواهيه وذلك كما كان من آل فرعون ومن قبلهم ومن قريش ومن يماثلهم من المشركين فإن الله فتح لهم أبواب الخيرات في الدنيا ومن عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب فقابلوا هذه النعم بالكفر فاستحقوا تغيير النعم كما غيروا ما كان يجب عليهم سلوكه والعمل به من شكرها وقبولها وجملة { وأن الله سميع عليم } معطوفة على { بأن الله لم يك مغيرا نعمة } داخلة معها في التعليل : أي ذلك بسبب أن الله لم يك مغيرا إلخ وبسبب أن الله سميع عليم يسمع ما يقولونه ويعلم ما يفعلونه وقرئ بكسر الهمزة على الاستئناف