66 - { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } ثم أخبرهم بأن هذا الغلب هو بإذن الله وتسهيله وتيسيره لا بقوتهم وجلادتهم ثم بشرهم بأنه مع الصابرين وفيه الترغيب إلى الصبر والتأكيد عليهم بلزومه والتوصية به وأنه من أعظم أسباب النجاح والفلاح والنصر والظفر لأن من كان الله معه لم يستقم لأحد أن يغلبه وقد اختلف أهل العلم هل هذا التخفيف نسخ أم لا ؟ ولا يتعلق بذلك كثير فائدة .
وقد أخرج البزار عن ابن عباس قال : لما أسلم عمر قال المشركون : قد انتصف القوم منا اليوم وأنزل الله : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما أسلم مع النبي A تسعة وثلاثون رجلا وامرأة ثم إن عمر أسلم صاروا أربعين فنزل : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : لما أسلم مع النبي A ثلاثة وثلاثون وست نسوة ثم أسلم عمر نزلت : { يا أيها النبي حسبك الله } وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن الزهري في الآية قال : نزلت في الأنصار وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي في قوله : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } قال : حسبك الله وحسب من اتبعك وأخرج البخاري و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : لما نزلت { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } فكتب عليهم أن لا يفر واحد من عشرة وأن لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت : { الآن خفف الله عنكم } الآية فكتب أن لا يفر مائة من مائتين قال سفيان وقال ابن شبرمة : وأرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا إن كانا رجلين أمرهما وإن كانوا ثلاثة فهو في سعة من تركهم وأخرج البخاري والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : لما نزلت { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف { الآن خفف الله عنكم } الآية قال : فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم