وعلى هذا القول يكون قوله : 52 - { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } تكريرا لغرض التأكيد والأول أولى حتى يكون كل واحد من الجوابين اللذين أمر الله سبحانه رسوله بأن يجيب عليهم بهما مفيدا لفائدة غير فائدة الآخر والتأسيس خير من التأكيد ومعنى { هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } هل تنتظرون بنا إلا إحدى الخصلتين الحسنيين : إما النصرة أو الشهادة وكلاهما مما يحسن لدينا والحسنى تأنيث الأحسن ومعنى الاستفهام التقريع والتوبيخ { ونحن نتربص بكم } إحدى المساءتين لكم : إما { أن يصيبكم الله بعذاب من عنده } أي قارعة نازلة من السماء فيسحتكم بعذابه { أو } بعذاب لكم { بأيدينا } أي بإظهار الله لنا عليكم بالقتل والأسر والنهب والسبي والفاء في فتربصوا فصيحة والأمر للتهديد كما في قوله : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } أي تربصوا بنا ما ذكرنا من عاقبتنا فنحن معكم متربصون ما هو عاقبتكم فستنظرون عند ذلك ما يسرنا يسوءكم وقرأ البزي وابن فليح هل تربصون بإظهار اللام وتشديد التاء وقرأ الكوفيون بإدغام اللام في التاء وقرأ الباقون بإظهار اللام وتخفيف التاء