وقوله : 121 - { الذين آتيناهم الكتاب } قيل : هم المسلمون والكتاب هو القرآن وقيل : من أسلم من أهل الكتاب والمراد بقوله : { يتلونه } أنهم يعلمون بما فيه فيحللون حلاله ويحرمون حرامه فيكون من تلاه يتلوه إذا اتبعه ومنه قوله تعالى : { والقمر إذا تلاها } أي اتبعها كذا قيل ويحتمل أن يكون من التلاوة : أي يقرأونه حق قراءته لا يحرفونه ولا يبدلونه وقوله : { الذين آتيناهم الكتاب } مبتدأ وخبره { يتلونه } أو الخبر قوله : { أولئك } مع ما بعده .
وقد أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله A : [ ليت شعري ما فعل أبواي ] فنزل : { إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } فما ذكرها حتى توفاه الله قال السيوطي : هذا مرسل ضعيف الإسناد ثم رواه من طريق ابن جرير عن داود بن أبي عاصم مرفوعا وقال : هو معضل الإسناد ضعيف لا تقوم به ولا بالذي قبله حجة وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال : { الجحيم } ما عظم من النار وأخرج الثعلبي عن ابن عباس قال : إن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجحون أن يصلي النبي A إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى } الآية وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله : { الذين آتيناهم الكتاب } قال : هم اليهود والنصارى وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : { يتلونه حق تلاوته } قال : يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفونه عن مواضعه وأخرجوا عنه أيضا قال : يتبعونه حق اتباعه ثم قرأوا : { والقمر إذا تلاها } يقول : اتبعها وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال في قوله : { يتلونه حق تلاوته } إذا ملار بذكر الجنة سأل الله الجنة وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار وأخرج الخطيب في كتاب الرواة بسند فيه مجاهيل عن ابن عمر عن النبي A في قوله : { يتلونه حق تلاوته } قال : يتبعونه حق اتباعه وكذا قال القرطبي في تفسيره أن في إسناده مجاهيل قال : لكن معناه صحيح وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طرق عن ابن مسعود في تفسيره هذه الآية مثل ما سبق عن ابن عباس في قوله : يحلون حلاله إلى آخره وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : يتكلمون به كما أنزل ولا يكتمونه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في هذه الآية قال : هم أصحاب محمد ثم حكى نحو ذلك عن عمر بن الخطاب وأخرج وكيع وابن جرير عن الحسن في قوله : { يتلونه حق تلاوته } قال : يعلمون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه