قوله : 121 - { ولا ينفقون نفقة } معطوف على ما قبله : أي ولا يقع منهم الإنفاق في الحرب وإن كان شيئا صغيرا يسيرا { ولا يقطعون واديا } وهو في الأصل كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذا للسيل والعرب تقول : واد وأودية على غير قياس قال النحاس : ولا يعرف فيما علمت فاعل وأفعلة { إلا كتب لهم } أي كتب لهم ذلك الذي عملوه من النفقة والسفر في الجهاد { ليجزيهم الله } به { أحسن ما كانوا يعملون } أي أحسن جزاء ما كانوا يعملون من الأعمال ويجوز أن يكون في قوله : { إلا كتب لهم } ضمير يرجع إلى عمل صالح وقد ذهب جماعة إلى أن هذه الآية منسوخة بالآية المذكورة بعدها وهي قوله : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } فإنها تدل على جواز التخلف من البعض مع القيام بالجهاد من البعض وسيأتي .
وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق عمر بن مالك عن بعض الصحابة قال : [ لما نزلت { ما كان لأهل المدينة } الآية قال رسول الله A : والذي بعثني بالحق لولا ضعفاء الناس ما كانت سرية إلا كنت فيها ] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : { ما كان لأهل المدينة } قال هذا حين كان الإسلام قليلا لم يكن لأحد أن يتخلف عن رسول الله A فلما كثر الإسلام وفشا قال الله : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة } وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي وعبد الله بن المبارك وإبراهيم بن محمد الفزاري وعيسى بن يونس السبيعي أنهم قالوا في قوله تعالى : { ولا ينالون من عدو نيلا } قالوا : هذه الآية للمسلمين إلى أن تقوم الساعة