ثم ختم الله سبحانه هذه السورة بما يهون عنده بعض ما اشتملت عليه من التكاليف الشاقة فقال : 128 - { لقد جاءكم } يا معشر العرب { رسول } أرسله الله إليكم له شأن عظيم { من أنفسكم } من جنسكم في كونه عربيا وإلى كون هذه الآية خطابا للعرب ذهب جمهور المفسرين وقال الزجاج : هي خطاب لجميع العالم والمعنى { لقد جاءكم رسول من } جنسكم في البشرية { عزيز عليه ما عنتم } ما مصدرية والمعنى : شاق عليه عنتكم لكونه من جنسكم ومبعوثا لهدايتكم والعنت : التعب لهم والمشقة عليهم بعذاب الدنيا بالسيف ونحوه أو بعذاب الآخرة بالنار أو بمجموعهما { حريص عليكم } أي شحيح عليكم بأن تدخلوا النار أو حريص على إيمانكم والأول أولى وبه قال الفراء : والرؤوف : الرحيم قد تقدم بيان معناهما : أي هذا الرسول { بالمؤمنين } منكم أيها العرب أو الناس { رؤوف رحيم }