قوله : 25 - { والله يدعو إلى دار السلام } لما نفر عباده عن الميل إلى الدنيا بما ضربه لهم من المثل السابق رغبهم في الدار الآخرة بإخبارهم بهذه الدعوة منه D إلى دار السلام قال الحسن وقتادة : السلام هو الله تعالى وداره الجنة وقال الزجاج : المعنى والله يدعو إلى دار السلامة ومعنى السلام والسلامة واحد كالرضاع والرضاعة ومنه قول الشاعر : .
( تحيي بالسلامة أم بكر ... وهل لك بعد قومك من سلام ) .
وقيل : أراد دار السلام الذي هو التحية لأن أهلها ينالون من الله السلام بمعنى التحية كما في قوله : { تحيتهم فيها سلام } وقيل : السلام اسم لأحد الجنان السبع : أحدها : دار السلام والثانية : دار الجلال والثالثة : جنة عدن والرابعة : جنة المأوى والخامسة : جنة الخلد والسادسة : جنة الفردوس والسابعة : جنة النعيم وقيل : المراد دار السلام الواقع من المؤمنين بعضهم على بعض في الجنة وقد اتفقوا على أن دار السلام هي الجنة وإنما اختلفوا في سبب التسمية بدار السلام { ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } جعل سبحانه الدعوة إلى دار السلام عامة والهداية خاصة بمن يشاء أن يهديه تكميلا للحجة وإظهارا للاستغناء عن خلقه