ثم سلى الله سبحانه رسوله A فقال : 12 - { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك } أي فلعلك لعظم ما تراه منهم من الكفر والتكذيب واقتراح الآيات التي يقترحونها عليك على حسب هواهم وتعنتهم تارك بعض ما يوحى إليك مما أنزله الله عليك وأمرك بتبليغه مما يشق عليهم سماعه أو يستشقون العمل به كسب آلهتهم وأمرهم بالإيمان بالله وحده قيل : وهذا الكلام خارج مخرج الاستفهام : أي هل أنت تارك ؟ وقيل : هو في معنى النفي مع الاستبعاد : أي لا يكون منك ذلك بل تبلغهم جميع ما أنزل الله عليك أحبوا ذلك أم كرهوه شاءوا أم أبوا { وضائق به صدرك } معطوف على تارك والضمير في به راجع إلى ما أو إلى بعض وعبر بضائق دون ضيق لأن اسم الفاعل فيه معنى الحدوث والعروض والصفة المشبهة فيها معنى اللزوم { أن يقولوا } أي كراهة أن يقولوا أو مخافة أن يقولوا أو لئلا يقولوا : { لولا أنزل عليه كنز } أي هلا أنزل عليه كنز : أي مال مكنوز مخزون ينتفع به { أو جاء معه ملك } يصدقه ويبين لنا صحة رسالته ثم بين سبحانه أن حاله A مقصور على النذارة فقال : { إنما أنت نذير } ليس عليك إلا الإنذار بما أوحي إليك وليس عليك حصول مطلوبهم وإيجاب مقترحاتهم { والله على كل شيء وكيل } يحفظ ما يقولون وهو فاعل بهم ما يجب أن يفعل