60 - { وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة } أي : ألحقوها وهي الإبعاد من الرحمة والطرد من الخير والمعنى أنها لازمة لهم لا تفارقهم ما داموا في الدنيا { و } أتبعوها { يوم القيامة } فلعنوا هنالك كما لعنوا في الدنيا { ألا إن عادا كفروا ربهم } أي بربهم وقال الفراء : كفروا نعمة ربهم يقال : كفرته وكفرت به : مثل شكرته وشكرت له { ألا بعدا لعاد قوم هود } أي لا زالوا مبعدين من رحمة الله والبعد : الهلاك والبعد : التباعد من الخير يقال : بعد يبعد بعدا : إذا تأخر وتباعد وبعد يبعد بعدا : إذا هلك ومنه قول الشاعر : .
( لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر ) .
وقال النابغة : .
( فلا تبعدن إن المنية منهل ... وكل امرئ يوما به الحال زائل ) .
ومنه قول الشاعر : .
( ما كان ينفعني مقال نسائهم ... وقتلت دون رجالهم لا تبعد ) .
وقد تقدم أن العرب تستعمله في الدعاء بالهلاك .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة { إلا على الذي فطرني } أي خلقني وأخرج ابن عساكر عن الضحاك قال : أمسك الله عن عاد القطر ثلاث سنين فقال لهم هود : { استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا } فأبوا إلا تماديا وأخرج أبو الشيخ عن هارون التيمي في قوله : { يرسل السماء عليكم مدرارا } قال : المطر وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله : { ويزدكم قوة إلى قوتكم } قال : شدة إلى شدتكم أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله : { ويزدكم قوة إلى قوتكم } قال : ولد الولد وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } قال : أصابتك بالجنون وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد قال : ما من أحد يخاف لصا عاديا أو سبعا ضاريا أو شيطانا ماردا فيتلو هذه الآية إلا صرفه الله عنه وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد : { إن ربي على صراط مستقيم } قال : الحق وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله : { عذاب غليظ } قال : شديد وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله : { كل جبار عنيد } قال : المشرك وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : العنيد المشاق وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله : { وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة } قال : لم يبعث نبي بعد عاد إلا لعنت على لسانه وأخرج ابن المنذر عن قتادة في الآية قال : تتابعت عليهم لعنتان من الله : لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة