5 - { قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك } الرؤيا مصدر رأى في المنام رؤيا على وزن فعلى كالسقيا والبشرى وألفه للتأنيث ولذلك لم يصرف نهى يعقوب عليه السلام ابنه يوسف عن أن يقص رؤياه على إخوته لأنه قد علم تأويلها وخاف أن يقصها على إخوته فيفهمون تأويلها ويحصل منهم الحسد له ولهذا قال : { فيكيدوا لك كيدا } وهذا جواب النهي وهو منصوب بإضمار أن : أي فيفعلوا لك : أي لأجلك كيدا مثبتا راسخا لا تقدر على الخلوص منه أو كيدا خفيا عن فهمك وهذا المعنى الحاصل بزيادة اللام آكد من أن يقال فيكيدوا كيدا وقيل إنما جيء باللام لتضمينه معنى الاحتيال المتعدي باللام فيفيد هذا التضمين معنى الفعلين جميعا الكيد والاحتيال كما هو القاعدة في التضمين أن يقدر أحدهما أصلا والآخر حالا وجملة { إن الشيطان للإنسان عدو مبين } مستأنفة كأن يوسف عليه السلام قال : كيف يقع منهم فنبهه بأن الشيطان يحملهم على ذلك لأنه عدو للإنسان مظهر للعداوة مجاهر بها