المراد بالملك هنا : هو الملك الأكبر وهو الريان بن الوليد الذي كان العزيز وزيرا له رأى في نومه لما دنا فرج يوسف عليه السلام أنه خرج من نهر يابس 43 - { سبع بقرات سمان } جمع سمين وسمينة في إثرهن سبع عجاف : أي مهازيل وقد أقبلت العجاف على السمان فأكلتهن والمعنى : إني رأيت ولكنه عبر بالمضارع لاستحضار الصورة وكذلك قوله { يأكلهن } عبر بالمضارع للاستحضار والعجاف جمع عجفاء وقياس جمعه عجف لأن فعلاء وأفعل لا تجمع على فعال ولكنه عدل عن القياس حملا على سمان { وسبع سنبلات } معطوف على سبع بقرات والمراد بقوله { خضر } أنه قد انعقد حبها واليابسات التي قد بلغت الحصاد والمعنى : وأرى سبعا أخر يابسات وكان قد رأى أن السبع السنبلات اليابسات قد أدركت الخضر والتوت عليها حتى غلبتها ولعل عدم التعرض لذكر هذا في النظم القرآني للاكتفاء بما ذكر من حال البقرات { يا أيها الملأ } خطاب للأشراف من قومه { أفتوني في رؤياي } أي أخبروني بحكم هذه الرؤيا { إن كنتم للرؤيا تعبرون } أي تعلمون عبارة الرؤيا وأصل العبارة مشتقة من عبور النهر فمعنى عبرت النهر : بلغت شاطئه فعابر الرؤيا يخبر بما يؤول إليه أمرها قال الزجاج : اللام في للرؤيا للتبيين : أي إن كنتم تعبرون ثم بين فقال للرؤيا وقيل هو للتقوية وتأخير الفعل العامل فيه لرعاية الفواصل