ويدخل فيه أولاده دخولا أوليا 68 - { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم } أي من الدخول { من الله } أي من جهته { من شيء } من الأشياء مما قدره الله عليهم لأن الحذر لا يدفع القدر والاستثناء بقوله { إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها } منقطع والمعنى : ولكن حاجة كانت في نفس يعقوب وهي شفقته عليهم ومحبته لسلامتهم قضاها الله عليهم وقيل إنه خطر ببال يعقوب أن الملك إذا رآهم مجتمعين مع ما يظهر فيهم من كمال الخلقة وسيما الشجاعة أوقع بهم حسدا وحقدا أو خوفا منهم فأمرهم بالتفرق لهذه العلة وقد اختار هذا النحاس وقال : لا معنى للعين ها هنا وفيه أن هذا لو كان هو السبب لأمرهم بالتفرق ولم يخص النهي عن ذلك بالاجتماع عند الدخول من باب واحد لأن هذا الحسد أو الخوف بحصل باجتماعهم داخل المدينة كما يحصل باجتماعهم عند الدخول من باب واحد وقيل إن الفاعل في قضاها ضمير يعود الدخول لا إلى يعقوب والمعنى : ما كان الدخول يغني عنهم من جهة الله شيئا ولكنه قضى ذلك الدخول حاجة في نفس يعقوب لوقوعه حسب إرادته { وإنه لذو علم لما علمناه } أي وإن يعقوب لصاحب علم لأجل تعليم الله إياه بما أوحاه الله من ان الحذر لا يدفع القدر وأن ما قضاه الله سبحانه فهو كائن لا محالة { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } بذلك كما ينبغي وقيل لا يعلمون أن الحذر مندوب إليه وإن كان لا يغني من القدر شيئا والسياق يدفعه