92 - { قال لا تثريب عليكم } التثريب التعيير والتوبيخ : أي لا تعيير ولا توبيخ ولا لوم عليكم قال الأصمعي ثربت عليه : قبحت عليه فعله وقال الزجاج : المعنى لا إفساد لما بيني وبينكم من الحرمة وحق الأخوة ولكم عندي الصلح والعفو وأصل التثريب الإفساد وهي لغة أهل الحجاز وقال ابن الأنباري : معناه قد انقطع عنكم توبيخي عند اعترافكم بالذنب قال ثعلب : ثرب فلان على فلان إذا عدد عليه ذنوبه وأصل التثريب من الثرب وهو الشحم الذي هو غاشية الكرش ومعناه إزالة التثريب كما أن التجليد والتقريع إزالة الجلد والقرع وانتصاب اليوم بالتثريب : أي لا أثرب عليكم أو منتصب بالعامل المقدر في عليكم وهو مستقر أو ثابت أو نحوهما أي لا تثريب مستقر أو ثابت عليكم وقد جوز الأخفش الوقف على عليكم فيكون اليوم متعلق بالفعل الذي بعده وقد ذكر مثل هذا ابن الأنباري ثم دعا لهم بقوله : { يغفر الله لكم } على تقدير الوقف على اليوم أو أخبرهم بأن الله قد غفر لهم ذلك اليوم على تقدير الوقف على عليكم { وهو أرحم الراحمين } يرحم عباده رحمة لا يتراحمون بها فيما بينهم فيجازي محسنهم ويغفر لمسيئهم