وقد تقدم تفسير 163 - { الرحمن الرحيم } وقوله : { وإلهكم إله واحد } فيه الإرشاد إلى التوحيد وقطع علائق الشرك والإشارة إلى أن أول ما يجب بيانه ويحرم كتمانه هو أمر التوحيد .
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : سأل معاذ بن جبل أخو بني سلمة وسعد بن معاذ أخو بني الأشهل وخارجة بن زيد أخو بني الحارث بن الخزرج نفرا من أحبار اليهود عن بعض ما في التوراة فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم فأنزل الله فيهم : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا } الآية وقد روي عن جماعة من السلف أن الآية نزلت في أهل الكتاب لكتمهم نبوة نبينا A وأخرج ابن ماجه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب قال : [ كنا في جنازة مع النبي A فقال : إن الكافر يضرب ضربة بين عينيه فتسمعه كل دابة الثقلين فتلعنه كل دابة سمعت صوته فذلك قول الله تعالى : { ويلعنهم اللاعنون } ] يعني دواب الأرض وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : الجن والإنس وكل دابة وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان قال في تفسير الآية : إن دواب الأرض والعقارب والخنافس يقولون : إنما منعنا القطر بذنوبهم فيلعنونهم وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة نحوه وأخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر قال : يلعنهم كل شيء حتى الخنفساء وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن كتم العلم والوعيد لفاعله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : { إلا الذين تابوا وأصلحوا } قال : أصلحوا ما بينهم وبين الله وبينوا الذي جاءهم من الله ولم يكتموه ولم يجحدوه وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { أتوب عليهم } يعني أتجاوز عنهم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ثم تلعنه الملائكة ثم يلعنه الناس أجمعون وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : يعني بالناس أجمعين المؤمنين وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله : { خالدين فيها } يقول : خالدين في جهنم في اللعنة وقال في قوله : { ولا هم ينظرون } يقول : ألا ينظرون فيعتذرون وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { ولا هم ينظرون } قال : لا يؤخرون وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي والترمذي وصححه وابن ماجه عن أسماء بنت يزيد بن السكن عن رسول الله A أنه قال : [ اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } و { الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ] وأخرج الديلمي عن أنس أن النبي A قال : [ ليس شيء أشد على مردة الجن من هؤلاء الآيات التي في سورة البقرة { وإلهكم إله واحد } الآيتين ]