لما ذكر سبحانه مثل أعمال الكفار وأنها كرماد اشتدت به الريح ثم ذكر نعيم المؤمنين وما جازاهم الله به من إدخالهم الجنة خالدين فيها وتحية الملائكة لهم ذكر تعالى ها هنا مثلا للكلمة الطيبة وهي كلمة الإسلام : أي لا إله إلا الله أو ما هو أعم من ذلك من كلمات الخير وذكر مثلا للكلمة الخبيثة وهي كلمة الشرك أو ما هو أعم من ذلك من كلمات الشر فقال مخاطبا لرسول الله A أو مخاطبا لمن يصلح للخطاب 24 - { ألم تر كيف ضرب الله مثلا } أي اختار مثلا وضعه في موضعه اللائق به وانتصاب { مثلا } على أنه مفعول ضرب { وكلمة } بدل منه ويجوز أن تنتصب الكلمة على أنها عطف بيان لمثلا ويجوز أن تنتصب الكلمة بفعل مقدر : أي عل كلمة طيبة { كشجرة } طيبة وحكم بأنها مثلها ومحل كشجرة النصب على أنها صفة لكلمة أو الرفع على تقدير مبتدأ : أي هي كشجرة ويجوز أن تكون كلمة أول مفعولي ضرب وأخرت عن المفعول الثاني وهو مثلا لئلا تبعد عن صفتها والأول أولى وكلمة وما بعدها تفسير للمثل ثم وصف الشجرة بقوله : { أصلها ثابت } أي راسخ آمن من الانقلاع بسبب تمكنها من الأرض بعروقها { وفرعها في السماء } أي أعلاها ذاهب إلى جهة السماء مرتفع في الهواء