90 - { كما أنزلنا على المقتسمين } قيل المفعول محذوف : أي مفعول أنزلنا والتقدير : كما أنزلنا على المقتسمين عذابا فيكون المعنى : إني أنا النذير المبين لكم من عذاب مثل عذاب المقتسمين الذي أنزلناه عليهم كقوله تعالى : { أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } وقيل إن الكاف زائدة والتقدير : إني أنا النذير المبين أنذرتكم ما أنزلنا على المقتسمين من العذاب وقيل هو متعلق بقوله : { ولقد آتيناك } أي أنزلنا عليك مثل ما أنزلنا على أهل الكتاب وهم المقتسمون والأولى أن يتعلق بقوله : { إني أنا النذير المبين } لأنه في قوة الأمر بالإنذار وقد اختلف في المقتسمين من هم ؟ فقال الفراء : هم ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم فاقتسموا أنقاب مكة وفجاجها يقولون لمن دخلها : لا تغتروا بهذا الخارج فينا فإنه مجنون وربما قالوا ساحر وربما قالوا شاعر وربما قالوا كاهن فقيل لهم مقتسمين لأنهم اقتسموا هذه الطرق وقيل إنهم قوم من قريش اقتسموا كتاب الله فجعلوا بعضه شعرا وبعضه سحرا وبعضه كهانة وبعضه أساطير الأولين قاله قتادة وقيل هم أهل الكتاب وسموا مقتسمين لأنهم كانوا يقتسمون القرآن استهزاء فيقول بعضهم هذه السورة لي وهذه لك روي هذا عن ابن عباس وقيل إنهم قسموا كتابهم وفرقوه وبددوه وحرفوه وقيل المراد قوم صالح تقاسموا على قتله فسموا مقتسمين كما قال تعالى : { تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله } وقيل تقاسموا أيمانا تحالفوا عليها قاله الأخفش وقيل إنهم العاص بن وائل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف ومنبه بن الحجاج ذكره الماوردي