ثم لما كان نوع الإنسان أشرف أنواع المخلوقات السفلية قدمه وخصه بالذكر فقال : 4 - { خلق الإنسان } وهو اسم لجنس هذا النوع { من نطفة } من جماد يخرج من حيوان وهو المني فنقله أطوارا إلى أن كملت صورته ونفخ فيه الروح وأخرجه من بطن أمه إلى هذه الدار فعاش فيها { فإذا هو } بعد خلقه على هذه الصفة { خصيم } أي كثير الخصومة والمجادلة والمعنى : أنه كالمخاصم لله سبحانه في قدرته ومعنى { مبين } ظاهر الخصومة واضحها وقيل يبين عن نفسه ما يخاصم به من الباطل والمبين هو المفصح عما في ضميره بمنطقه ومثله قوله تعالى : { أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين }