ثم أردف هذه النعم الموجبة للتوحيد المفيدة للاستدلال على المطلوب بنعمة أخرى وآية كبرى فقال : 15 - { وألقى في الأرض رواسي } أي جبالا ثابتة يقال رسا يرسو : إذا ثبت وأقام قال الشاعر : .
( فصبرت عارفة لذلك حرة ... ترسو إذا نفس الجبان تطلع ) .
{ أن تميد بكم } أي كراهة أن تميد بكم على ما قاله البصريون أو لئلا تميد بكم على ما قاله الكوفيون والميد : الاضطراب يمينا وشمالا ماد الشيء يميد ميدا تحرك ومادت الأغصان تمايلت وماد الرجل تبختر { وأنهارا } أي وجعل فيها أنهارا لأن الإلقاء ها هنا بمعنى الجعل والخلق كقوله : { وألقيت عليك محبة مني } { وسبلا } أي وجعل فيها سبلا وأظهرها وبينها لأجل تهتدون بها في أسفاركم إلى مقاصدكم والسبل : الطرق