والموصول في قوله : 32 - { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } في محل نصب نعت للمتقين المذكور قبله قرأ الأعمش وحمزة { تتوفاهم } في هذا الموضع وفي الموضع الأول بالياء التحتية وقرأ الباقون بالمثناة الفوقية واختار القراءة الأولى أبو عبيد مستدلا بما روي عن ابن عباس أنه قال : إن قريشا زعموا أن الملائكة إناث فذكروهم أنتم و { طيبين } فيه أقوال : طاهرين من الشرك أو الصالحين أو زاكية أفعالهم وأقوالهم أو طيبين الأنفس ثقة بما يلقونه من ثواب الله أو طيبة نفوسهم بالرجوع إلى الله أو طيبين الوفاة : أي هي عليهم سهلة لا صعوبة فيها وجملة { يقولون سلام عليكم } في محل نصب على الحال من الملائكة : أي قائلين سلام عليكم ومعناه يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون السلام إنذارا لهم بالوفاة الثاني أن يكون تبشيرا لهم بالجنة لأن السلام أمان وقيل إن الملائكة يقولون : السلام عليك ولي الله إن الله يقرأ عليك السلام { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } أي بسبب عملكم قيل يحتمل هذا وجهين : الأول أن يكون تبشيرا بدخول الجنة عند الموت الثاني أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة ولا ينافي هذا دخول الجنة بالتفضل كما في الحديث الصحيح [ سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله قيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ] وقد قدمنا البحث عن هذا .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { وقيل للذين اتقوا } قال : هؤلاء المؤمنون يقال لهم { ماذا أنزل ربكم } فيقولون { خيرا للذين أحسنوا } أي آمنوا بالله وكتبه وأمروا بطاعته وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } قال : أحياء وأمواتا قدر الله لهم ذلك