ثم حكى سبحانه نوعا آخر من قبائح أعمالهم فقال : 56 - { ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم } أي يقع منه هذا الجعل بعد ما وقع منهم الجؤار إلى الله سبحانه في كشف الضر عنهم وما يعقب كشفه عنهم من الكفر منهم بالله والإشراك به ومع ذلك يجعلون لما لا يعلمون حقيقته من الجمادات والشياطين نصيبا مما رزقناهم من أموالهم يتقربون به إليه وقيل المعنى : أنهم أي الكفار يجعلون للأصنام وهم لا يعلمون شيئا لكونهم جمادات ففاعل يعلمون على هذا هي الأصنام وأجراها مجرى العقلاء في جمعها بالواو والنون جريا على اعتقاد الكفرفيها وحاصل المعنى : ويجعل هؤلاء الكفار للأصنام التي لا تعقل شيئا نصيبا من أموالهم التي رزقهم الله إياها { تالله لتسألن عما كنتم تفترون } هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب وهذا السؤال سؤال تقريع وتوبيخ { عما كنتم تفترون } تختلقونه من الكذب على الله سبحانه في الدنيا