68 - { وأوحى ربك إلى النحل } قد تقدم الكلام في الوحي وأنه يكون بمعنى الإلهام وهو ما يخلقه في القلب ابتداء من غير سبب ظاهر ومنه قوله سبحانه : { ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها } ومن ذلك إلهام البهائم لفعل ما ينفعها وترك ما يضرها وقرأ يحيى بن وثاب { إلى النحل } بفتح الحاء قال الزجاج : وسمي نحلا لأن الله سبحانه نحله العسل الذي يخرج منه قال الجوهري : والنحل والنحلة الدبر يقع على الذكر والأنثى { أن اتخذي من الجبال بيوتا } أي بأن اتخذي على أن { أن } هي المصدرية ويجوز أن تكون تفسيرية لأن في الإيحاء معنى القول وأنث الضمير في اتخذي لكونه أحد الجائزين كما تقدم أو للحمل على المعنى أو لكون النحل جمعا وأهل الحجاز يؤنثون النحل ومن في من الجبال بيوتا { و } كذا في { من الشجر و } كذا في { مما يعرشون } للتبعيض : أي مساكن توافقها وتليق بها في كوى الجبال وتجويف الشجر وفي العروش التي يعرشها بنو آدم من الأجناح والحيطان وغيرها وأكثر ما يستعمل فيما يكون من الخشب يقال عرش يعرش بكسر الراء وضمها وبالضم قرأ ابن عامر وشعبة وقرأ الباقون بالكسر وقرئ أيضا بيوتا بكسر الباء وضمها