ثم نهاهم سبحانه عن الميل إلى عرض الدنيا والرجوع عن العهد لأجله فقال : 95 - { ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا } أي لا تأخذوا في مقابلة عهدكم عوضا يسيرا حقيرا وكل عرض دنيوي وإن كان في الصورة كثيرا فهو لكونه ذاهبا زائلا يسير ولهذا ذكر سبحانه بعد تقليل عرض الدنيا خيرية ما عند الله فقال : { إنما عند الله هو خير لكم } أي ما عنده من النصر في الدنيا والغنائم والرزق الواسع وما عنده في الآخرة من نعيم الجنة الذي لا يزول ولا ينقطع هو خير لهم ثم علل النهي عن أن يشتروا بعهد الله ثمنا قليلا وأن ما عند الله هو خير لهم بقوله : { إن كنتم تعلمون } أي إن كنتم من أهل العلم والتمييز بين الأشياء