ثم بين سبحانه مآل الدنيا وأهلها فقال : 58 - { وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة } إن نافية ومن للاستغراق : أي ما من قرية أي قرية كانت من قرى الكفار قال الزجاج : أي ما من أهل قرية إلا سيهلكون إما بموت وإما بعذاب يستأصلهم فالمراد بالقرية أهلها وإنما قيل قبل يوم القيامة لأن الإهلاك يوم القيامة غير مختص بالقرى الكافرة بل يعم كل قرية لانقضاء عمر الدنيا وقيل الإهلاك للصالحة والتعذيب للطالحة والأول أولى لقوله : { وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون } { كان ذلك } المذكور من الإهلاك والتعذيب { في الكتاب } أي اللوح المحفوظ { مسطورا } أي مكتوبا والسطر الخط وهو في الأصل مصدر والسطر بالتحريك مثله قال جرير : .
( من شاء بايعته مالي وخلفته ... ما تكمل التيم في ديوانها سطرا ) .
والخلفة بضم الخاء خيار المال والسطر جمع أسطار وجمع السطر بالسكون أسطر